الجانب الأخلاقي عند الإمام الدارمي في سننه
Authors : Asmaa Al Bogha
Pages : 42-59
Doi:10.51605/mesned.1265621
View : 80 | Download : 51
Publication Date : 2023-06-30
Article Type : Research Article
Abstract :يركز البحث على إبراز الجانب الأخلاقي عند الإمام الدارمي في سننه، حيث نظر المحدثون إلى الحديث على أنه المعيار الديني الذي يضبط السلوك الإنساني، فمن خلال الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم يبقى المسلم في حال من الوعي الداخلي والضبط السلوكي، وهو ما يؤدي إلى التخلص من العادات السيئة المعرقلة للتقدم الأخلاقي الإنساني، إذ إن المحدث عندما يبوب أبوابه، ويخلل أحكامه كتابه، وينتقي أحاديثه، يرسم تصوراً إسلامياً للحياة التي على المسلم أن يعيشها. وقد برزت شخصية الإمام الدارمي الأخلاقية في المعاني والرسائل الخفية التي بثها من خلال الآثار المرفوعة والموقوفة في مقدمته، مؤسساً بذلك منظومته الأخلاقية (فِكرُهُ)، والتي قسمتها بعد تحليل موضوعاتها إلى محاور متنوعة. المحور الأول ارتبط بالدوافع النفسية التي تثبت الدعائم الإيمانية لتقبل التشريعات، كالتنفير من العودة إلى أخلاق الجاهلية، وذِكر صفات وأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، لزرع محبته في قلوبنا من جانب، ومن جانب آخر إبراز القدوة الحسنة في حياتنا. والمحور الثاني تكلم عن منشأ الأخلاق الإسلامية والموجه الصحيح لها والذي يتجلى بالمصادر الثابتة في القرآن والسنة. والمحور الثالث أكّد على أهمية العلم الذي يحوط الأخلاق، وبيّن أهمية اتباع العلماء والسير في طريقهم. والرابع تكلم عن النوايا والوجه الداخلي للأخلاق، ووجوب اقتران العلم بالعمل. والخامس حذر فيه من المخالفات الأخلاقية كاتباع الهوى ومخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا إلى اجتناب البدع. والسادس تحدث عن أخلاقيات أهل العلم. وقد خلص البحث إلى أنه لا يكفي مجرد معرفة القيم الأخلاقية لاكتسابها وترسيخها في النفس، إذ لا بد من محرك عاطفي يدفع باتجاه تلك الإرادة، فحين يأخذ الإنسان على عاتقه واجبات أخلاقية يقحمها في حياته مع الزمن تصبح تلك الأخلاق تدريجياً ميسورة الأداء كالعادات. وإن إغفال الإعداد الروحي الذي يهذب الوجدان ويثير الأشواق إلى الله، ينتج عنه فصل المجتمع الإسلامي عن الشريعة، ويتسبب في إيجاد هوة عميقة تجعل واقع الإنسان منعزلاً عما يلقى إليه من أحكام، فيصبح الناس في طرف، والأحكام في طرف آخر. فمن الخطأ تقرير أحكام إلهية مصدرها الكتاب والسنة دون توجيه المشاعر إلى الله والرسول، لذا عني الدارمي بربط القيم الأخلاقية مع الأحكام بناء على الأحاديث والآثار التي بين يديه. وإن الاعتماد على أسلوب التخويف والترهيب من عذاب الآخرة، أو مجرد تقديم المعلومات عن مزايا الإسلام لا يكفي لتحقيق النتائج المرجوة في توجيهها إلى المثل العليا والقيم الخُلقية. وإن من كمال شريعتنا وجود القدوة المتمثلة بشخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ووجود هذه القدوة يجسد لنا القناعة بأن ما من خُلق دعا إليه الإسلام إلا وهو ممكن التطبيق. وإن أحكام الشريعة إذا افتقرت إلى الأساس الخلقي أصبحت هيكلاً فارغاً من المضمون. وإن علم الأخلاق الإسلامية علم ديني يعتمد على مصادره الثابتة في القرآن والسنة وليس ثمة مجال للتغيير في أحكام الشريعة الإسلامية في مجال الأخلاق. وما قد يحصل من انفلات أخلاقي سببه البعد عن اتباع السنة. وإن العلم يشكل أساساً هاماً من الأسس الأخلاقية وقد أمر الله به قبل القول والعمل. كما أن السلوك الأخلاقي في الإسلام يتصل بالمشاعر الباطنية، لأن العبرة في أي عمل هي النية والباعث عليه. والأخلاق في الإسلام عمل وسلوك وليست مجرد أفكار ونظريات، فليس الغرض الحقيقي هو العلم نظرياً بالقواعد بل تطبيقها. والهوى آفة تعتري المسلم فتصده عن الحق، وتدعوه للشر وتبعده عن الخير، وبالتالي البعد عن الأخلاق والخصال الحميدة. وعلى أهل العلم الاتصاف بما يدعو إليه العلم من الأخلاق والأعمال، لأن أهل العلم أحق الناس بالاتصاف بالأخلاق الجميلة والتخلي من كل خلق رذيل.Keywords : Hadis, Ahlâk, Dârimî, Psikolojik güdüler, Ahlâkî aykırılıklar.