آخوندزادة: رائد الشعوبيّين الجدد
Authors : Muhammed Abdulmecid
Pages : 1-9
View : 9 | Download : 6
Publication Date : 2019-12-31
Article Type : Other
Abstract :مع دخول النصف الثاني من القرن التاسع عشر ازداد احتكاك الإيرانيين -كغيرهم من الشعوب الإسلامية في غرب آسيا- بالغرب، فذُهل كثير منهم بالمستوى الذي وصلت إليه الحضارة الغربية من تطور وتقدم وتعرفوا إلى الأفكار التي ظهرت في أوروبا في عصري النهضة والتنوير كما اطلعوا على مفاهيم جديدة كالقومية وتفوق العرق الآري والهوية، إضافة لما كتبه المستشرقون حول العرب والإسلام، وتبنى كثير من المثقفين الإيرانيين هذه الآراء. وكان من أوائل هؤلاء المثقفين فتحعلي آخوندزادة الذي أدرك البون الشاسع الذي يفصل الشرق الإسلامي ومنه إيران عن الغرب، فبحث عن أسباب انحطاط بلاده وتخلفها وتوصل في مرحلة ما إلى أن الأبجدية العربية سبب رئيس في ذلك، ثم توصل في مرحلة لاحقة إلى أنّ الإسلام وحاملي رسالته -ومعظمهم من العرب- كانوا السبب الرئيس في تخلّف بلاده، فبدأ بازدرائهم والطعن فيهم ورسم مقابل ذلك صورة مثالية لإيران ما قبل الإسلام بوصف تلك المرحلة "عصرا ذهبيا"، مؤسسا بذلك لتيار الشعوبية الجديدة ومنظرا لمفهوم القومية الإيرانية التي تستند وفق رؤيته إلى العرق الآري، الحنين إلى إيران ما قبل الإسلام والتغريب. وليس من المبالغة القول إن صورة العرب المرسومة في أعمال الكتّاب من الأجيال التي تلته، تأثرت به تأثيرا بالغا ولم تختلف عنها سوى في طريقة التعبير والأسلوب. وإلى جانب الأدباء والمثقفين، يلاحظ أن أفكار الكاتب عن العرب أسهمت إلى حد بعيد في رسم الصورة النمطية السلبية عنهم في أذهان شريحة واسعة من الإيرانيين لا سيما بعد قيام الثورة الإسلامية كرد فعل على النظام السياسي المذهبي في البلاد. تنطلق هذه الدراسة من عرض حياة الكاتب ومكانته، إلى استعراض أفكاره ومن ثم تبيان الصورة التي رسمها للعرب والمسلمين في أعماله.Keywords : آخوندزادة- الإسلام- صورة العرب-