القراءات الشاذة التي أضافت معنى للقراءات المتواترة
Authors : Israa Eid
Pages : 249-278
Doi:10.51450/ilmiyat.1256468
View : 26 | Download : 22
Publication Date : 2023-06-30
Article Type : Research Article
Abstract :أنـزل الله تعالى كـتابه الكريم على سبعة أحرف، رحمة بالأمة وتـيسيرًا عليها، ليناسب لهجاتهم المختلفة، اختلاف تنوع لا تضاد فيه ولا تباين، وقد اجتهد علماء القراءات في تحقيق أسانيدها، فميّزوا بـين المتواترة والشاذة، والقراءات العشر كلها متواترة، مقطوع بصحتها، يُقرأ ويُتعبد بها في الصلاة وخارجها عند جمهور العلماء. والقراءة الشاذة هي: \"كل قراءة فقدت أحد الأركان الثلاثة لقبولها\"، يعني أنها: \"ليست متواترة. أو خالفت رسم المصاحف العثمانية. أو خالفت قواعد اللغة العربية. ومصدر القراءة الشاذة ذاكرة الحفظة الذين تلَقوها ونقلوها ممن قبلهم، ولم تنقل نقلًا متواترًا أو مُجمعًا عليها فبقيت شاذة. وقد أجمع المسلمون على أنه لا يجوز القراءة بالشاذة، وأنه لا يجوز أن يُصلى خلف من يقرأ بها، لكنها إرث عظيم ورافد كبير يُعتمد عليه في التفسير والفقه والأصول واللغة ولهجات العرب، وهي عند كثير من العلماء أقوى حجة من أشعار العرب وأقوالهم، ولهذا كُتب لها البقاء والانتشار بين طلبة العلم. وقد اختلف العلماء في حكم الأخذ بالقراءات الشاذة في التفسير على قسمين: مانعين ومجوزين ولكل فريق أدلته وبراهينه؛ والقول الراجح هو العمل بالقراءة الشاذة التي صح سندها ووافقت العربية وخالفت رسم المصحف، وعليه جماهير العلماء من المفسرين والفقهاء. السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: هل يوجد تناقض بين القراءات المتواترة والشاذة؟ أجاب علماء القراءات والباحثون فقالوا: إنه في الغالب الأعم لا يوجد تناقض بين القراءات المتواترة والشاذة حيث إن أغلب الاختلافات بينهما كان من ناحية صور الألفاظ، أو وجوه المعاني، أو لغات العرب، أو تصريف الأفعال، أو أوزان الأسماء، أو وجوه الإعراب، ولكن القليل منها يضيف معنىً إلى القراءات المتواترة بعدة أشكال وصور على النحو الآتي: قراءات شاذة بيَّنت المعنى الدقيق للقراءة المتواترة: مثل قوله تعالى: \"فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ\" [ص: 38/32] في المتواترة، وفي مصحف ابن مسعود: \"حُبَ الخيل\"؛ القراءة المتواترة جاءت بصيغة العموم حيث إن (الخير) هو: (الْمَالُ)، أما الشاذة فخصصت المال بنوع منه وهو (الخيل)؛ فكانت القراءة الشاذة مُخصصة للمتواترة. وقراءات شاذة وسعت معنى القراءة المتواترة: مثل قوله تعالى: \"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا\" [الأحزاب: 33/56] في المتواترة، وعن عائشة: \"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ والذين يصفون الصفوف الأول\"؛ أضافت القراءة الشاذة صلاة الملائكة على الذين يصلون في الصف الأول في المسجد، فشملتهم بنفس المثوبة والكرامة فوسعت معنى الآية. وقراءات شاذة أعطت معنًى مختلفًا عن القراءات المتواترة: مثل قوله تعالى: \"رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا\" [نوح: 71/28] في المتواترة، وعن ابن مسعود: \"ولوَلَدَيَّ\" بأربع فتحات؛ في القراءة المتواترة دعا نوح عليه السلام لوالديه، واختلف العلماء هل هما أمه وأبوه أم آدم وحواء والدي كل البشر؟ أما الشاذة فدعا فيها لوَلَدَيه وقيل هما \"سام وحام\". فأعطت كلا القراءتين معنى مختلفًا. ويظهر لنا من خلال الأمثلة الكثيرة المذكورة في البحث امتناع التناقض والتعارض بين القراءات المتواترة والشاذة، وأن المعنى العام واحد يؤيد بعضه بعضًا. كما إن بعض القراءات المتواترة كان لها عدة معانيَ جاءت الشاذة فحددت بعضها وأبرزته، وقد ساهمت القراءات الشاذة في توسيع بعض القراءات المتواترة، وإثراء معانيها، وبعضها أعطى معنًى مختلفًا عن معنى المتواترة، ولكنه لا يناقضها أو يخالفها، بل يسلط الضوء على جوانب مهمة أخرى وسعت دلالات الآيات.Keywords : kıraat, mütevatir kıraatler, şaz kıraatler, tefsir, anlam katmak.